also posted in Tayyar.org
حاجة إلى رقابة جدية في ظل تقارير عن عمليات احتيال تستغل الوضع الأمني
هل بعض أجهزة كشف المتفجرات المستخدمة في لبنان مجرد ألعاب؟
قد يكون العنصر البشري أكثر فعالية في التدقيق من بعض الأجهزة (م.ع.م)
زينب غصن
يطالعك عند باب مركز تجاري أو موقف للسيارات رجل أمن يحمل في يده جهازاً أشبه بعلبة صغيرة موصولة بهوائي. يمررها حول السيارات ثم يعطيك الإذن بالدخول. هذا الجهاز يفترض أنه قادر على اكتشاف أي مواد متفجرة فيما لو كانت مخبأة داخل السيارة بسبب حساسية الهوائي لهذه المتفجرات مما يجعله يتحرك باتجاهها في حال اكتشفها. هذا نظرياً. وعلى هذا الأساس يعتمد الكثير من اللبنانيين في شعورهم بالأمان وهم يخضعون لهذا النوع من الاختبار كلما دخلوا موقف سيارات ما. فالحالة الأمنية لا تسمح بأي تلاعب أو تساهل. لكن هذا أيضاً نظرياً لأن بحثاً معمقاً حول طبيعة هذه الأجهزة ومدى فعاليتها ينسف تقريباً كل إحساس خاطئ بالأمان كان يمكن أن يشعر به أحدهم برؤيتها. بل أن هذا البحث يطرح أسئلة حول مدى تحول لبنان بسبب الأحداث الأمنية إلى مرتع خصب لبيع أجهزة لا فائدة منها إلا أنها تلعب على وتر قلق اللبنانيين وتجني الأرباح من ورائه!
إذ تشير المعطيات المتوفرة إلى أن هناك عدداً من الأجهزة المتشابهة تحت مسميات مختلفة يتم تداولها في لبنان كوسائل لكشف المتفجرات. وهذه الأجهزة تحمل أسماء: Sniffex، Quadro tracker، Alpha6, وMOLE detector. لكن البحث حول حقيقتها يودي إلى مكان واحد: الشك.
والبحث عن طبيعة هذه الأجهزة يحيل إلى كم هائل من المعطيات والنقاشات حول فعاليتها حتى أن جهاز «سنايفكس» مثلا خصصت له مدونة خاصة تتجمّع فيها غالبية المعلومات والأسئلة والتقارير حوله وكلها تصبّ في خانة نفي فعاليته. لكننا آثرنا عدم الاعتماد على مواقع المدونات والمواقع الشخصية على الإنترنت للاستناد عليها كدليل على عدم الفائدة هذه الأجهزة، لعل لأصحاب هذه المواقع «ثأر قديم» مع الشركات المصنعة للأجهزة أو أنهم منافسون لها يختبئون تحت مسميات خبراء في المتفجرات وأجهزة الأمن من أجل ضربها.
غير أن تقريراً نشرته صحيفة «دالاس مورنيغ نيوز» (www.dallasnews.com) الصادرة في ولاية تكساس الأميركية يطرح أسئلة حول جهاز «سنايفكس» sniffex من منطلق الحرص على الأموال العامة متسائلاً عن الأسباب التي دفعت «إدارة الدفاع» إلى شراء ثمانية أجهزة من هذا النوع مؤخراً بقيمة 50 ألف دولار بالرغم من أن اختباراً أجرته البحرية الأميركية على هذا الجهاز أظهر فشله في كشف المتفجرات.. لا سيما و«أن «وكالة الأمن والبورصة» تحقق اليوم في إمكانية أن تكون الشركة قد تلاعبت بقيمة أسهمها من خلال إرسال رسائل تضليلية بالفاكس والبريد الإلكتروني لمستثمرين لدفعهم إلى شراء هذه الأسهم».
ويشير تقرير الصحيفة أيضاً، والصادر يوم 16 نيسان ,2007 إلى أنه وبعد تفجيرات المترو في لندن في العام 2005 قامت البحرية الأميركية بإجراء اختبار على جهاز «سنايفكس» وانتهت إلى «أن هذا الجهاز كان مصيباً في 23 في المئة فقط من الحالات مما يجعل أداءه ليس أفضل من المصادفة... فمكتشف المتفجرات المحمول هذا لا يعمل. ولم يكن هناك أي مؤشرات أن الجهاز يتوافق مع أي من ادعاءات البائعين». وأشار التقرير أيضاً بحسب الصحيفة إلى أن «سنايفكس» لا يحتوي أي مصدر للطاقة قادرة على إرسال إشارات وهو يتألف من بضع قطع هي جسم الجهاز وبعض الأحجار المغناطيسية وهوائي. ويشير تقرير البحرية الأميركية الذي يعود إلى أيلول 2005 ويحمل عنوان "Test Report: The Detection Capability of the SNIFFEX Handheld Explosives Detector." إلى أن اختبار الجهاز تم على كميات من المتفجرات أعلى بكثير من تلك التي قال المصنعون أنه قادر على اكتشافها لكنه يخلص إلى أنه «بالاستناد إلى نتائج الاختبار فإن جهاز سنايفكس المحمول لكشف المتفجرات ليس قادراً على اكتشاف المتفجرات بغض النظر عن المسافة التي تفصله عن أي كمية منها...»، هذا الفشل عزاه بول ب. جونسون مدير الشركة التي تسوق سنايفكس واسمها "Homeland Safety International Inc. إلى أن البحرية الأميركية اختبرت الجهاز في منطقة تحتوي على الكثير من بقايا المتفجرات مما يمكن أن يكون قد شوش عليه مشيراً إلى أن هذا الجهاز صمم للعمل في بيئة أكثر نظافة كالمطارات مثلاً. وأضاف جونسون للصحيفة أن الجهاز نجح في اختبار أجراه معهد نيو ميكسيكو للألغام والتكنولوجيا New Mexico Institute of Mining and Technology . ويتوفر هذا التقرير كاملاً على موقع شركة «نايفكس» الشرق الأوسط على الانترنت www.sniffexme.com. لكن الصحيفة الأميركية تشير إلى أنها حاولت الحصول على تعليق من مسؤولي المعهد على سنايفكس لكنهم رفضوا.
وقد تم اختراع هذا الجهاز في بلغاريا من قبل أحد المهندسين البلغاريين قبل أن تشتري الشركة حق تسويقه. وهي قامت ببيعه خارج الولايات المتحدة في استونيا وتركيا وروسيا والشرق الأوسط بحسب ما قال جونسون للصحيفة الأميركية.
أما في ما خص جهاز Quadro tracker أو Quadro QRS 250G فهو أيضاً عبارة عن علبة مشابهة لـ «سنايفكس» وتحمل هوائياً. ويشير تقرير صادر عن «المعهد الوطني للقضاء» التابع لوزارة العدل الأميركية ويحمل عنوان "Guide for the Selection of Commercial Explosives detection systems for Law enforcement Applications" أن عدداً من الأجهزة التي كانت تستخدم في البحث عن المياه بالاعتماد على حركة قطعتين معدنيتين تحملان في اليد وتتحركان وتلتقيان عندما تصادفان وجود المياه أصبحت تستخدم لاحقاً من قبل الباحثين عن الكنوز من ذهب وفضة. وشهدت السنوات القليلة الماضية محاولات من قبل بعض مصنعيها للانتقال من البحث عن الكنوز إلى مجالات أخرى كاكتشاف التهريب والبحث والإنقاذ وتطبيق القوانين. ويقول التقرير «يشكل جهاز Quadro tracker مثالاً بارزاً لهذه المحاولات. إذ تم تسويق هذا الجهاز باعتباره يعتمد على تكنولوجيا جدية (لاكتشاف المتفجرات) مع وصف واقعي يمكن تصديقه حول كيفية عمله (أظهر فحص دقيق أخطاء خطيرة في وصفه العلمي). ولحسن الحظ فقد حقق «المعهد الوطني للقضاء» حول هذه الشركة وأوقف بيع الجهاز للأهداف الآنفة الذكر، ولكن ليس قبل أن يهدر عدد من أجهزة تطبيق القوانين ومدارس المقاطعات الأموال العامة في شراء هذه الأجهزة».
وتصنع هذا الجهاز شركة تدعى Quadro Corp. في مدينة هارليفيل في ولاية كارولينا الجنوبية وقد حوكمت الشركة وأربعة من مسؤوليها من قبل محكمة في مدينة «بومونت» في تكساس بتهمة التآمر والاحتيال عبر البريد في بيع أجهزة بين آذار 1993 وكانون الثاني 1996 وبأنها احتالت على مؤسسات حكومية وعرضت للخطر تحقيقات قضائية وانتهكت الحقوق الدستورية للمواطنين الأبرياء. وبحسب الهيئة الاتهامية فقد سوقت الشركة الجهاز على أنه جهاز يعتمد على رقاقات إلكترونية ترصد انبعاثات الجزيئات من المخدرات وحتى المتفجرات. غير أن التحاليل العلمية للجهاز بينت أنه عبارة عن علبة فارغة موصول بها هوائي راديو أما «الرقاقة» فهي عبارة عن قطعة من الورق بين قطعتي بلاستيك! وفي نيسان من العام 1996 أصدر القاضي ثاد هارتفيلد قراراً منع بموجبه نهائياً الشركة من إنتاج الجهاز وبيعه.
وكانت «مختبرات سانديا الوطنية» في نيو ميكسيكو والتابعة لشركة «لوكهيد ـ مارتن» قد أخبرت الجهاز أيضاً في اكتوبر من العام 1995 خلال اختبارها جهازاً آخر شبيه به ويدعى "MOLE Programmable detection system" . وبين الاختبار أن الفرق الوحيد بين الجهازين هو في الاسم المكتوب على كل منهما و«الرقاقة»، حيث هي ثابتة في جهاز MOLE ومتحركة في Quadro tracker.
وكان الاختبار الذي أجرته مختبرات سانديا لجهاز MOLE في 29 كانون الثاني من العام 2002 تم بتكليف من «مركز تكنولوجيا تنفيذ القوانين والتأديب» في دنفر بولاية كولورادو قد توصل إلى استنتاج نهائي «بأن أداء جهاز MOLE (تصنعه شركة Global Technical Ltd في منطقة «كنت» في المملكة المتحدة) لا يعمل أفضل من أي اختيار عشوائي لأماكن وجود المتفجرات»، بحسب التقرير الصادر عنه بعنوان "Double-Blind Field Evaluation of the MOLE Programmable Detection System"
كل هذه المعطيات تبعث للتساؤل حول مدى فعالية الأجهزة المستخدمة في لبنان ومن يراقبها؟ ومن يراقب شركات الأمن التي تبيعها ومدى جديتها؟ بل من يراقب ما إذا كان اللبنانيون لا يتعرّضون لعمليات احتيال مستمرة في هذا الخصوص؟ وما هو دور «نقابة محترفي الحماية والسلامة في لبنان» في ملاحقة المخالفين؟ لعل المسؤولين عن الأمن في الأماكن العامة والمؤسسات يتنبهون لهذه القضية ويتخذون إجراءات أكثر حذراً عند شراء أي منتج يسوّق في لبنان فيتأكدون مئة مرة من جديته قبل أن يشتروه. ولعله أيضاً من الأفضل لو اعتمدت هذه الشركات على التفتيش البشري اليدوي أو الكلاب المدربة بالإضافة إلى أجهزة الرصد الالكترونية عل قدرتها على النجاح في طمأنة اللبنانيين تزيد.
http://www.blogger.com/zghosn@assafir.com
لمزيد من المعلومات:
Double-Blind Field Evaluation of the MOLE Programmable Detection System-1
Dale Murray - Entry Control and Contraband Detection Department
Sandia National Laboratories - Albuquerque, New Mexico
2ـ http://www.blogger.com/www.dallasnews.com
3ـ http://www.sniffexquestions.blogspot.com/
4ـ "Sniffing" Bomb Detector stinks" by Noah Shachtman - WIRED blog magazine - 21 February 2007- www.blog.wired.com/defense
5ـ http://www.randi.org/
هل بعض أجهزة كشف المتفجرات المستخدمة في لبنان مجرد ألعاب؟
قد يكون العنصر البشري أكثر فعالية في التدقيق من بعض الأجهزة (م.ع.م)
زينب غصن
يطالعك عند باب مركز تجاري أو موقف للسيارات رجل أمن يحمل في يده جهازاً أشبه بعلبة صغيرة موصولة بهوائي. يمررها حول السيارات ثم يعطيك الإذن بالدخول. هذا الجهاز يفترض أنه قادر على اكتشاف أي مواد متفجرة فيما لو كانت مخبأة داخل السيارة بسبب حساسية الهوائي لهذه المتفجرات مما يجعله يتحرك باتجاهها في حال اكتشفها. هذا نظرياً. وعلى هذا الأساس يعتمد الكثير من اللبنانيين في شعورهم بالأمان وهم يخضعون لهذا النوع من الاختبار كلما دخلوا موقف سيارات ما. فالحالة الأمنية لا تسمح بأي تلاعب أو تساهل. لكن هذا أيضاً نظرياً لأن بحثاً معمقاً حول طبيعة هذه الأجهزة ومدى فعاليتها ينسف تقريباً كل إحساس خاطئ بالأمان كان يمكن أن يشعر به أحدهم برؤيتها. بل أن هذا البحث يطرح أسئلة حول مدى تحول لبنان بسبب الأحداث الأمنية إلى مرتع خصب لبيع أجهزة لا فائدة منها إلا أنها تلعب على وتر قلق اللبنانيين وتجني الأرباح من ورائه!
إذ تشير المعطيات المتوفرة إلى أن هناك عدداً من الأجهزة المتشابهة تحت مسميات مختلفة يتم تداولها في لبنان كوسائل لكشف المتفجرات. وهذه الأجهزة تحمل أسماء: Sniffex، Quadro tracker، Alpha6, وMOLE detector. لكن البحث حول حقيقتها يودي إلى مكان واحد: الشك.
والبحث عن طبيعة هذه الأجهزة يحيل إلى كم هائل من المعطيات والنقاشات حول فعاليتها حتى أن جهاز «سنايفكس» مثلا خصصت له مدونة خاصة تتجمّع فيها غالبية المعلومات والأسئلة والتقارير حوله وكلها تصبّ في خانة نفي فعاليته. لكننا آثرنا عدم الاعتماد على مواقع المدونات والمواقع الشخصية على الإنترنت للاستناد عليها كدليل على عدم الفائدة هذه الأجهزة، لعل لأصحاب هذه المواقع «ثأر قديم» مع الشركات المصنعة للأجهزة أو أنهم منافسون لها يختبئون تحت مسميات خبراء في المتفجرات وأجهزة الأمن من أجل ضربها.
غير أن تقريراً نشرته صحيفة «دالاس مورنيغ نيوز» (www.dallasnews.com) الصادرة في ولاية تكساس الأميركية يطرح أسئلة حول جهاز «سنايفكس» sniffex من منطلق الحرص على الأموال العامة متسائلاً عن الأسباب التي دفعت «إدارة الدفاع» إلى شراء ثمانية أجهزة من هذا النوع مؤخراً بقيمة 50 ألف دولار بالرغم من أن اختباراً أجرته البحرية الأميركية على هذا الجهاز أظهر فشله في كشف المتفجرات.. لا سيما و«أن «وكالة الأمن والبورصة» تحقق اليوم في إمكانية أن تكون الشركة قد تلاعبت بقيمة أسهمها من خلال إرسال رسائل تضليلية بالفاكس والبريد الإلكتروني لمستثمرين لدفعهم إلى شراء هذه الأسهم».
ويشير تقرير الصحيفة أيضاً، والصادر يوم 16 نيسان ,2007 إلى أنه وبعد تفجيرات المترو في لندن في العام 2005 قامت البحرية الأميركية بإجراء اختبار على جهاز «سنايفكس» وانتهت إلى «أن هذا الجهاز كان مصيباً في 23 في المئة فقط من الحالات مما يجعل أداءه ليس أفضل من المصادفة... فمكتشف المتفجرات المحمول هذا لا يعمل. ولم يكن هناك أي مؤشرات أن الجهاز يتوافق مع أي من ادعاءات البائعين». وأشار التقرير أيضاً بحسب الصحيفة إلى أن «سنايفكس» لا يحتوي أي مصدر للطاقة قادرة على إرسال إشارات وهو يتألف من بضع قطع هي جسم الجهاز وبعض الأحجار المغناطيسية وهوائي. ويشير تقرير البحرية الأميركية الذي يعود إلى أيلول 2005 ويحمل عنوان "Test Report: The Detection Capability of the SNIFFEX Handheld Explosives Detector." إلى أن اختبار الجهاز تم على كميات من المتفجرات أعلى بكثير من تلك التي قال المصنعون أنه قادر على اكتشافها لكنه يخلص إلى أنه «بالاستناد إلى نتائج الاختبار فإن جهاز سنايفكس المحمول لكشف المتفجرات ليس قادراً على اكتشاف المتفجرات بغض النظر عن المسافة التي تفصله عن أي كمية منها...»، هذا الفشل عزاه بول ب. جونسون مدير الشركة التي تسوق سنايفكس واسمها "Homeland Safety International Inc. إلى أن البحرية الأميركية اختبرت الجهاز في منطقة تحتوي على الكثير من بقايا المتفجرات مما يمكن أن يكون قد شوش عليه مشيراً إلى أن هذا الجهاز صمم للعمل في بيئة أكثر نظافة كالمطارات مثلاً. وأضاف جونسون للصحيفة أن الجهاز نجح في اختبار أجراه معهد نيو ميكسيكو للألغام والتكنولوجيا New Mexico Institute of Mining and Technology . ويتوفر هذا التقرير كاملاً على موقع شركة «نايفكس» الشرق الأوسط على الانترنت www.sniffexme.com. لكن الصحيفة الأميركية تشير إلى أنها حاولت الحصول على تعليق من مسؤولي المعهد على سنايفكس لكنهم رفضوا.
وقد تم اختراع هذا الجهاز في بلغاريا من قبل أحد المهندسين البلغاريين قبل أن تشتري الشركة حق تسويقه. وهي قامت ببيعه خارج الولايات المتحدة في استونيا وتركيا وروسيا والشرق الأوسط بحسب ما قال جونسون للصحيفة الأميركية.
أما في ما خص جهاز Quadro tracker أو Quadro QRS 250G فهو أيضاً عبارة عن علبة مشابهة لـ «سنايفكس» وتحمل هوائياً. ويشير تقرير صادر عن «المعهد الوطني للقضاء» التابع لوزارة العدل الأميركية ويحمل عنوان "Guide for the Selection of Commercial Explosives detection systems for Law enforcement Applications" أن عدداً من الأجهزة التي كانت تستخدم في البحث عن المياه بالاعتماد على حركة قطعتين معدنيتين تحملان في اليد وتتحركان وتلتقيان عندما تصادفان وجود المياه أصبحت تستخدم لاحقاً من قبل الباحثين عن الكنوز من ذهب وفضة. وشهدت السنوات القليلة الماضية محاولات من قبل بعض مصنعيها للانتقال من البحث عن الكنوز إلى مجالات أخرى كاكتشاف التهريب والبحث والإنقاذ وتطبيق القوانين. ويقول التقرير «يشكل جهاز Quadro tracker مثالاً بارزاً لهذه المحاولات. إذ تم تسويق هذا الجهاز باعتباره يعتمد على تكنولوجيا جدية (لاكتشاف المتفجرات) مع وصف واقعي يمكن تصديقه حول كيفية عمله (أظهر فحص دقيق أخطاء خطيرة في وصفه العلمي). ولحسن الحظ فقد حقق «المعهد الوطني للقضاء» حول هذه الشركة وأوقف بيع الجهاز للأهداف الآنفة الذكر، ولكن ليس قبل أن يهدر عدد من أجهزة تطبيق القوانين ومدارس المقاطعات الأموال العامة في شراء هذه الأجهزة».
وتصنع هذا الجهاز شركة تدعى Quadro Corp. في مدينة هارليفيل في ولاية كارولينا الجنوبية وقد حوكمت الشركة وأربعة من مسؤوليها من قبل محكمة في مدينة «بومونت» في تكساس بتهمة التآمر والاحتيال عبر البريد في بيع أجهزة بين آذار 1993 وكانون الثاني 1996 وبأنها احتالت على مؤسسات حكومية وعرضت للخطر تحقيقات قضائية وانتهكت الحقوق الدستورية للمواطنين الأبرياء. وبحسب الهيئة الاتهامية فقد سوقت الشركة الجهاز على أنه جهاز يعتمد على رقاقات إلكترونية ترصد انبعاثات الجزيئات من المخدرات وحتى المتفجرات. غير أن التحاليل العلمية للجهاز بينت أنه عبارة عن علبة فارغة موصول بها هوائي راديو أما «الرقاقة» فهي عبارة عن قطعة من الورق بين قطعتي بلاستيك! وفي نيسان من العام 1996 أصدر القاضي ثاد هارتفيلد قراراً منع بموجبه نهائياً الشركة من إنتاج الجهاز وبيعه.
وكانت «مختبرات سانديا الوطنية» في نيو ميكسيكو والتابعة لشركة «لوكهيد ـ مارتن» قد أخبرت الجهاز أيضاً في اكتوبر من العام 1995 خلال اختبارها جهازاً آخر شبيه به ويدعى "MOLE Programmable detection system" . وبين الاختبار أن الفرق الوحيد بين الجهازين هو في الاسم المكتوب على كل منهما و«الرقاقة»، حيث هي ثابتة في جهاز MOLE ومتحركة في Quadro tracker.
وكان الاختبار الذي أجرته مختبرات سانديا لجهاز MOLE في 29 كانون الثاني من العام 2002 تم بتكليف من «مركز تكنولوجيا تنفيذ القوانين والتأديب» في دنفر بولاية كولورادو قد توصل إلى استنتاج نهائي «بأن أداء جهاز MOLE (تصنعه شركة Global Technical Ltd في منطقة «كنت» في المملكة المتحدة) لا يعمل أفضل من أي اختيار عشوائي لأماكن وجود المتفجرات»، بحسب التقرير الصادر عنه بعنوان "Double-Blind Field Evaluation of the MOLE Programmable Detection System"
كل هذه المعطيات تبعث للتساؤل حول مدى فعالية الأجهزة المستخدمة في لبنان ومن يراقبها؟ ومن يراقب شركات الأمن التي تبيعها ومدى جديتها؟ بل من يراقب ما إذا كان اللبنانيون لا يتعرّضون لعمليات احتيال مستمرة في هذا الخصوص؟ وما هو دور «نقابة محترفي الحماية والسلامة في لبنان» في ملاحقة المخالفين؟ لعل المسؤولين عن الأمن في الأماكن العامة والمؤسسات يتنبهون لهذه القضية ويتخذون إجراءات أكثر حذراً عند شراء أي منتج يسوّق في لبنان فيتأكدون مئة مرة من جديته قبل أن يشتروه. ولعله أيضاً من الأفضل لو اعتمدت هذه الشركات على التفتيش البشري اليدوي أو الكلاب المدربة بالإضافة إلى أجهزة الرصد الالكترونية عل قدرتها على النجاح في طمأنة اللبنانيين تزيد.
http://www.blogger.com/zghosn@assafir.com
لمزيد من المعلومات:
Double-Blind Field Evaluation of the MOLE Programmable Detection System-1
Dale Murray - Entry Control and Contraband Detection Department
Sandia National Laboratories - Albuquerque, New Mexico
2ـ http://www.blogger.com/www.dallasnews.com
3ـ http://www.sniffexquestions.blogspot.com/
4ـ "Sniffing" Bomb Detector stinks" by Noah Shachtman - WIRED blog magazine - 21 February 2007- www.blog.wired.com/defense
5ـ http://www.randi.org/
Thank you for the link to my blog. I hope to warn everyone to not use such devices to try and protect themselves against bombs. Lebanon has faced too much violence already, and it would would be an even greater tragedy if someone died in a place where they thought they were protected because of this.
ReplyDeletehttp://sniffexquestions.blogspot.com/